سيرياستيبس :
وائل علي
صحيح أن لفعل نظرية العرض والطلب الاقتصادية فعلها وسطوتها وقوة حضورها وتأثيرها، لكن لو تمكّنا من المواءمة والموازنة بين كفتيها فسنكون جميعاً من الرابحين الغانمين وهذه هي الحقيقة.
ولو أخذنا، على سبيل المثال لا الحصر، الثوم، وقبله البصل، للموسم الحالي، كمنتجين زراعيين محليين، والخط البياني لتقلباتهما السعرية الصادمة التي فاقت الخيال بفضل القرارات التي كشفت -عن حسن نيّة (ربما!!)- قلة حيلة وخبرة وتردّد وقصر نظر، قلب الأسواق رأساً على عقب، وجعل الأسعار تقفز وتحلّق بين ليلة وأخرى لأرقام غير مسبوقة بمجرد إطلاق نافذة تصديرية محدودة المدة والكمية، ونحن بلاد البصل “السلموني” الشهير والثوم “الكسواني” المفضّل للتخزين المديد!!.
وإذا كان لكلّ داء دواء فإن دواءنا يكمن في “مؤسسة السورية للتجارة” العملاقة بقوتها المالية وخبراتها وكوادرها وأدواتها وتجهيزاتها وبنيتها التحتية المتينة وانتشارها الجغرافي الشاسع، أفقياً وعمودياً، لو أحسنا توظيف حضورها ويسرنا وسهلنا تدخلها “الإيجابي”، كما يصفونه، “في الوقت واللحظة الاستباقية المناسبة”، ولاستطاعت تقديم خدماتها وحماية الأسواق والمنتجين والمستهلكين على حدّ سواء من الخضات والارتجاجات المنهكة، لأنه من غير المقبول ولا المعقول أبداً أن نشهد مدّ وجزر تلك الأمواج السعرية وفوارقها الهائلة الذي يبدو لا ضابط له، عند كل موسم ومنتج، ولدينا كل تلك المقومات والمعطيات!.
كما أنه من غير الجائز أن نتحول في لحظة “تخل”، لاستيراد البصل كما حصل بالأمس، وكذا الحال في البطاطا المصرية والبندورة الأردنية، لفشلنا في إعداد وجدولة روزنامة زراعية محكمة تسبّبت في إحداث فجوة في احتياجات ومتطلبات المستهلكين، أو في تسويق منتجاتنا الزراعية الغزيرة وتنسيق وضبط تدفقها ووفرتها في الأسواق!.
وها هو الثوم يعيد تصدّر المشهد اليوم فيشعل بأسعاره الأسواق التي سجل مبيع الكغ منه عشرة آلاف ليرة بعد أن بيع أول الموسم بألف ليرة. ومن المؤكد أنه سيعيد الهبوط من جديد لحظة إقفال باب التصدير، فإلى متى سنظل رهينة تلك النظرية الاقتصادية الرهيبة، ونعني بها العرض والطلب بالتأكيد؟!.
المصدر:
http://mail.syriasteps.com/index.php?d=128&id=195409