اللاذقية - عبير محمود
تستمر هجمات الأسعار بـنهش جيوب ذوي الدخل المحدود بشكل يومي وربما آني في عديد من المواد، ما جعل مواطنين يحاولون توجيه ضربة استباقية في مستلزمات المدارس هذا العام من خلال البدء بالبحث عنها قبيل موعد طرحها العلني في الأسواق.
وتحدث عدد من أهالي محافظة اللاذقية لـ«الوطن»، عن محاولاتهم الفاشلة في المناورة على تجار المستلزمات المدرسية، مبينين أنهم ومن خلال جولات متعددة بالأيام القليلة الماضية على محال الألبسة وجدوا بعض «الصداري والقمصان الملونة «زهري وأزرق» بأسعار تبدأ من 85 ألفاً حتى 150 ألف ليرة للقطعة الواحدة».
واعتبر معتز -موظف – بأنه لا يمكن للمواطن أن يتذاكى على التاجر ويحاول شراء أي مادة قبل أوانها إلا ويكون التجار في المرصاد ليطرح على سبيل المثال عدداً من قطع اللباس المدرسي من صناعة العام الماضي بأسعار السوق الرائجة اليوم ليكسب جولة أخرى ضد جيوبنا!.
وأردف بأنه تفاجأ بوجود قمصان لون أزرق بأسعار مرتفعة جداً عن العام الماضي لزوم المدرسة لأولاده بصفي السادس والسابع، وقال: القميص الواحد يزيد على راتبي بـ45 ألف ليرة، (أجره الشهري 105 آلاف ليرة) فكيف سأشتري قميصين وبنطالين وحذائين وحقيبتين وقرطاسية وغيرها؟! لا شك أنني سأضطر لسحب قرض!
وفي جولة على بعض المحال التي بدأت بطرح المستلزمات المدرسية، رصدت «الوطن» سعر الصدرية بين 65 – 100 ألف ليرة، القميص المدرسي بين 60 – 90 ألف ليرة، البنطال المدرسي بين 70 – 150 ألف ليرة، في حين لم يتم طرح السترة «الجاكيتات المدرسية».
وعن أسعار الأحذية، فتبدأ من 75 – 200 ألف ليرة حسب النوع والجودة، في حين تبدأ أسعار الحقائب من 70 – 160 ألف ليرة حسب المقاس والجودة.
وتساءلت إحدى السيدات وهي تقوم بحسبة بسيطة لتكاليف شراء الألبسة المدرسية لأولادها الثلاثة، لتقول إن تكلفة الولد منهم تتجاوز نصف مليون ليرة في حال كان الشراء «من قريبه» دون احتساب القرطاسية والحذاء! متسائلة من أين سيدبر المواطن الفقير حاجيات أولاده المدرسية هذا العام؟
من جهتهم، بيّن عدد من أصحاب محال الألبسة في اللاذقية لـ«الوطن»، أن ارتفاع الأسعار عن العام الماضي قد يصل إلى الضعف ومنه إلى الضعفين في بعض المستلزمات عند طرحها بالكامل مطلع الشهر القادم، وذلك وفق ما نقلوا عن تجار الألبسة الذين طلبوا منهم استجرار المواد حالياً قبل تضاعف سعرها عليهم في الفترة القادمة.
وذكر عدد من أصحاب المحال بأن المواد المطروحة حالياً قليلة والطلب كبير وهذا أمر يحدث لأول مرة، فلا عادة للعائلات أن تشتري اللباس المدرسي بهذه الأيام وإنما يتم الانتظار لعروض شهر أيلول، قائلين: إن المواطنين يخشون ارتفاع الأسعار المتتالي لكل المواد ويفضلون شراءها هذه الفترة ليكون «المكسب معهم» وفق رأيهم.