سيرياستيبس
محمد العمر
ارتفعت أسعار المنظفات إلى أرقام قياسية خلال الفترة الأخيرة، حتى بات تأمين هذه المستلزمات للأسر يحتاج إلى ميزانية مخصّصة تزامناً مع تضاعف أجور خدمات التنظيف بنحو نسبة 300%.
كل شيء ارتفع
أصحاب محال المنظفات في دمشق والريف خلال جولة لـ”البعث” أكدوا أن
كل شيء ارتفع في مواد المنظفات، فأقل قطعة صابون تصل إلى 3 آلاف ليرة
سورية بعد ما كانت ألف ليرة العام الماضي، حتى مادة الفلاش والكلور
واللودلين وصلت الى أرقام غير مسبوقة، مما يعني مبالغ مالية إضافية إلى
جانب الغذاء واللباس، وحسب قولهم فإن سلة المنظفات للأسرة تحتاج اليوم لنحو
600 ألف ليرة بين صابون سائل جلي وصابون تنظيف وغسيل أتوماتيك للغسالات
ومطهرات ومبيضات وغيرها، هذا ناهيك عن أن أجور الغسيل للملبوسات والفرشات
والحرامات والسجاد اختلفت، فالسجادة بهذا الوقت ارتفع سعر تنظيفها من 5
آلاف ليرة في العام الماضي إلى ما بين 7– 9 آلاف ليرة للمتر الواحد، حتى أن
أجرة غسيل الحرام حسب القياس أصبح يتجاوز 35 ألف ليرة، دالين على تراجع
واضح في الإقبال على الغسيل بالمغاسل بنسبة زادت عن النصف مقارنة مع العام
الماضي، كما أن أجور اليد العاملة لم تكن أحسن حالاً، فقد وصلت إلى 20 ألف
ليرة للعامل يومياً، بعد أن كانت 4 آلاف ليرة في السابق، وفواتير المياه
والضرائب والبلدية وغيرها من الأمور التي تزيد الأعباء على صاحب المهنة
ومنه على الزبون بشكل عام.
سبب الارتفاع
بدوره رئيسُ لجنة المنظفات في غرفة صناعة دمشق، محمود المفتي، وصف
الأسواق بالضعيفة هذه الفترة مقارنة مع العام الماضي، مرجعاً غلاء
المنظفات إلى ارتفاع أسعار المحروقات من المازوت الصناعي والفيول والكهرباء
والبلاستيك، إضافة إلى ارتفاع سعر الصرف الذي رفع من سعر المواد الأولية،
فضلاً عن دخول معظم هذه المواد إلى منصة تمويل المستوردات، ووصول فترة
التمويل إلى ثلاثة أشهر مما زاد من دورة الإنتاج الشهرية للحصول على المواد
الجديدة، مشيراً إلى أن المنتجين نتيجة هذا الارتفاعات بالمواد الأولية
والعوامل السابقة أصبحوا خاسرين، خاصة وأننا نتحدث عن أن تكاليف الإنتاج
باتت اليوم أعلى من مثيلاتها بالدول المجاورة، مما انعكس سلبياً على
التصدير مع انخفاض الإنتاج وارتفاع المواد، مبيناً أن تدني القدرة الشرائية
لعب دوراً كبيراً في نسبة المبيعات للمواد، الأمر الذي زاد من الكلفة
أيضاً بعد تراجع الإنتاج في سبيل بقاء العمل بشكل مستمر دون توقف.
رئيسُ جمعية حماية المستهلك بدمشق والريف، عبد العزيز المعقالي، اعتبر أن الارتفاع الكبير في مادة المنظفات مؤخراً كان متعلقاً بتغيّر سعر الصرف، وارتفاع المحروقات التي رفعت المواد الأولية الداخلة في صناعة المنظفات، مبيناً أن هناك حالة فوضى وتخبّط من ناحية عمليات التسعير، وعدم التزام بعض البائعين بالبيع بشكل سليم، خاصة وأنه يتمّ بيع المنظفات بشكل فرط أو كما يُسمّى بالكيلو مما يعني أنها مخالفة جسيمة باعتبار أنها مواد رديئة على الأغلب.
وحذّر المعقالي من تفشي ظاهرة الغش في المنظفات التي تكون غير مطابقة للمواصفات القياسية السورية وبيعها بأسماء شركات أخرى، ومنها المعامل التي تبيع منتجاتها ولا تضع اسمها على العبوة، ولاسيما مواد التنظيف التي لا تخضع لمعايير التصنيع العلمية كونها مؤذية للجسم. ودعا رئيس الجمعية دوريات التموين لأخذ دورها على أكمل وجه واتخاذ عقوبات رادعة بحق المخالفين في عمليات التسعير.
المصدر:
http://mail.syriasteps.com/index.php?d=128&id=196381