سيرياستيبس :
من اللافت الإيجابي هذه المرة أن أسواقنا تغرق بالموز الساحلي البلدي
بأسعار معقولة ظلت “في دوار” الخمسة عشر ألف ليرة للكغ مقارنة بباقي أصناف
الفواكه والخضروات، ما أعاده لموائد السوريين الذين افتقدوه لفترات طويلة
بعد أن تجاوز الكغ منه في أوقات معينة الخمسين ألف ليرة…!
ومرد وفرة الموز توجه الكثير من المزارعين في الساحل، وخصوصا مما يعرف
بمنطقة الخراب ومتن الساحل، نحو هذه الزراعة الاستوائية النامية التي لا
تحتاج لعناء ومجهود زراعي كبير، ولاقتصادية تكاليفها وريعيتها المجزية
مقارنة بغيرها من المنتجات الزراعية التي هجرها المنتجون والمزارعون وتخلوا
عنها بسبب تكاليفها العالية كالبندورة والخيار البلاستيكي التي قفز سعر
الكغ منها في عز الموسم لثمانية آلاف ليرة، وهذا له حديث وكلام آخر…
بالعودة لحديث الموز ونجاح زراعته فإننا نعتقد أنه يتوجب علينا البناء على
هذا النجاح والاستفادة من هذه الخطوة وتطويرها وحمايتها لتكون منتجا
تصديريا مهما، طالما أن لدينا المناخ الملائم والخبرة الزراعية والتقنية
التي لا يعلى عليها، واليد العاملة المشهود لها بالتفاني والعطاء، عبر
تقديم حزمة من المحفزات والمزايا للمزارعين والمنتجين لتوطين هذه الزراعة
والتوسع في انتاج الأصناف المرغوبة والمطلوبة في الأسواق التصديرية، سيما
أن الموز مادة ليست سريعة العطب، واجتماع كل تلك المعطيات تجعله مادة
منافسة في السوق بما في ذلك الموز الصومالي الغالي الثمن لو أحسنا ترويجه
وتسويقه. ولنا في الموز اللبناني مثل يحتذى، من حيث الانتاج المتماثل في
النوع والطعم والقيمة الغذائية مع فارق البراعة في اختراق الأسواق
التصديرية، ومن بينها السوق السورية، فهل نستفيد من هذه الفرصة…؟
المصدر:
http://mail.syriasteps.com/index.php?d=128&id=197572