لمناسبة الحديث عن التعليم المأجور .. والمشافي العامة المأجورة
ليس الأمر بنزين ومازوت وانترنت .. احسبوا خطواتكم وعدد فقراءكم جيدا جداً





دمشق - سيرياستيبس - خاص :
رفعت الحكومة الحالية  أسعار الكهرباء عدة مرات ولم يتحسن التقنين وظلت الكهرباء تقتيراً .. بفواتير مرهقة
سمحت  برفع أسعار الاتصالات ولم تتحسن الخدمات ... بل ازدات سوءا في الكثير من المناطق مع فروقات واضحة بين الريف والمدينة ..
 باركت تأجير الشوارع مصفات.. ولم تتحسن ارصفتها وإضاءتها وحتى زفتها .. ولا زحامها قل  ..
رفعت أسعار الأدوية ولم يتحسن الوضع فما زال أصحاب المصانع على أطماعهم ..والمرضى بدأوا يتخلون عن أدويتهم ويرشدونها بطريقة أكثر إيلاما من المرض نفسه ؟
انجزت رفع أسعار حوامل الطاقة  .. فوقع الجميع ومعهم اقتصاد البلد في ضائقة حقيقية
قيدت التعامل بالقطع وحبست الليرة فكانت النتيجة ثمن يدفع الاقتصاد والعباد ثمنه .  بينما تراجعت الليرة وصار التضخم عجلة تطحن معيشة الناس كل يوم بمزيد من الغلاء والضيق

رفعت ورفعت الأسعار .. سلعة هنا وخدمة هناك  بحجة تحسين الخدمة.. ولم نشهد أي تحسن في اي مضمار قامت  برفع أسعاره..
اليوم يتحدث  قادة التعليم عن رفع الرسوم الجامعية و أن تكون المشافي وزارة التعليم والعامة مأجورة ضمن مستويات تراعي كما يقولون وضع الناس وإمكانياتهم المادية .. كما يجري الحديث  كي يصبح التعليم مأجوراً .. والمصيبة أنه سيتم اعتماد الفرز الذي قامت به وزارة الاتصالات لمستحقي الدعم من غير مستحقيه والذي كان أسوأ عمل قامت به الحكومة حيث كشف عن ضعف عميق في الارقام و اليبانات وقلتها وعدم دقتها تماما كما كشف أنّ لا خبرات متاحة للقيام بهذا المشروع الذي يختاج الى إعادة ضياغة فورية في ظل معطيات وأرقام أكثر دقة وواقعية ..

على كل عند الصحة والتعليم سنتوقف ..
هل الحكومة  متأكدة من أن رفع الأسعار أو تقاضي أجور هو مدخل لتحسين الخدمات ..أي سيصبح التعليم أفضل ومعه الصحة والعلاج في المشافي
بمعنى  هل سيتحسن التعليم بما فيه الجامعي فعلا وتصبح جودته مقبولة بعيدا عن التلقين .. هل سيتحسن دخل المعلم في المدرسة والاستاذ في الجامعة الحكومية والممرض في المشفى العام .. هل ستحصل المدارس على كفايتها من مستلزمات العملية التعليمية البسيطة من اقلام لوح وخراطيش و أوراق و مازوت ..
هل سيستغني التاس عن الدروس الخصوصية.. لحصوله على بديل داخل القاعة المدرسية
وهل ستتوفر الادوات والادوية والمعدات والأجهزة في المشافي  ..
هل ستصبح الفروقات الفردية انعكاس لانعدام الفروقات الجماعية .. أي يصبح التعليم بسوية عالية في كل المدارس ريفا ومدينة خاصة وعام ..ومثلها المشافي ؟
في الحقيقة ضمن نهجكم الحالي القائم على استسهال رفع الأسعار وفرض الرسوم يقيناً ستلجأون إلى أن يصبح التعليم مأجوراً  .. كما ستقومون حكما برتفع رسوم التعليم الجامعي لمرات متعددة .. ووضوحا ستصبح المشافي مأجورة..وإن كنتم تحاولون وضع فروقات بين الفقراء والأقل فقرا ولانعرف معايير الفقر التي ستعتمدون عليها اصلا من هم  الفقراء بنظركم
ولكن دعونا نتأكد وتتأكدون معنا أن هذه الخطوة اي  أن يصبح التعليم والمشافي مأجورة لاتشبه لا للكهرباء ولا المازوت ولا البنزين ولا الاتصالات والانترنت ..
هي خطوة خطيرة جدا وعدم التعامل معها برؤية سليمة وبعيدة ووفق حسابات دقيقة ستكون نتائجها ليس كما تبغون..فالبلاد بحاجة للتعليم والصحة لتنهض من جديد وتنفض عبار الحرب عن كاهلها .. أصلا هذا ماتفعله الدول التي تنشد التطور فهي تحسن التعليم والطبابة ومعهما  توفر الأمن والامان .. وأكثر من ذلك تجعل الطاقة رخيصة ؟
لذلك وكي تنجحوا في تحصيل مقابل لتعليم الناس و طبابتهم  فالأمر يحتاج الى إعداد الخطوات التالية لاتخاذ القرار ,  أي ضمان تحصيل قيم أفضل للتعليم والطبابة والتأكد من تحقيق الأهداف التي تتحدثون عنها  .. وإلا سيكون الأمر مجرد عملية تكرار وتنقل في رفع الأسعار , حرفيا كقرار ليلي برفع المازوت أو البنزين.. وعند الصباح ترتفع أسعار كل شيء .. بينما الواقع في حالة نقص وتهريب ومتاجرة وكل ذلك على حساب الناس..

في بلد جنح ومالت غالبية سكانه إلى الفقر .. يصبح التعليم الجيد والطبابة الجيدة مدخلات  أساسية لتحسين الاقتصاد ومعيشة الناس ..والنهوض بالمجتمع والارتقاء به
  فالبلدان لاتتطور إلا بأداء عالي المستوى لأهم وظيفتين للدولة هما التعليم والصحة  ومهما الأمن والأمان ..فأحسنوا التخطيط لخطواتكم ..



المصدر:
http://mail.syriasteps.com/index.php?d=127&id=198970

Copyright © 2006 Syria Steps, All rights reserved - Powered by Platinum Inc