الساحل عطشان .. ولن يرتوي إلا بحلول حقيقية
ألا يُدرك مسؤولي المياه أنّ تصريحاتهم لن تبعث المياه في حنفيات الناس العطشانة
سيرياستيبس - خاص - رؤيا صالح
مازال المسؤولين عن سقي الشعب يعتقدون أن القيام
بجولات للوقوف مثلاً على الوضع المائي في هذه المنطقة أو تلك .. والحديث مع
المسؤولين المحليين عن ضرورة الاهتمام بإرواء الناس والزرع وغالباً ما
تكون التوجيهات بالعمل على وضع حلول " المعتاد أنه لايوجد من يضعها "
والعمل على قمع المخالفات والتي تكون مسرح الحراك الوحيد كون أطراف الفساد
فيها متعددون وتخلق دورة مهمة للمال الوسخ ...
في
الحقيقية يعتقد مسؤولو المياه أن جولاتهم تجعل المياه تتدفق في حنفيات
الناس العطشانة .. وتصريحاتهم تبعث على الأمل الذي سرعان ما يتحول هذا الأمل الى
مياه في الآبار والخزانات الفارغة , بل أكثر من ذلك يعتقدون بأن المياه
تصل " مرقية ومباركة " بعد جولاتهم وتصريحاتهم ..
لنأخذ مقطع من المشهد المائي في سورية ..
طوال
سنوات ومشهد وقوف وفود حكومية رفيعة المستوى على جسر صغير ممتد داخل
المياه في بحيرة "السن " يتكرر كل عام عدة مرات تحديداً عندما تبدأ
الحرارة بالارتفاع حيث يبدأ الريف والمدن بالعطش , وعند كل زيارة لهذه
الوفود سواء كانت لرئيس الحكومة أو للوزراء .. تراهم يقفون على ذلك
الجسر يتصورون ويصدرون لنا خبرا صحفياً مفاده العمل على حل موضوع المولدات
وضخ المياه الى الريف العطشان والى المناطق السكنية في اللاذقية وطرطوس
التي يرويها السن الذي وبينما يضيع في البحر فكرت الحكومة الحالية بتحلية
مياه نفس البحر , طبعا لم يتعدى الأمرالتفكير وإنتاج عنوان صحفي لافت ..
فهم يدركون أنّهم لن يُحلوا لامياه البحر ولا مياه بردى , فهم يقولون
ولايفعلون ؟ .
المهم
على مدى حكومات الحرب على الأقل على مدى الحكومة الحالية والتي سبقتها وحيث
بدأت مشكلة الكهرباء تتفاقم حتى وصلت الى ما هي عليه اليوم ومشكلة المياه
تتكرر كل على الريف والمدينة وهي أكثر قسوة لأن القائمين على موضوزع المياه
لايتبنون أية حلول ولايعرفون ولايريدون ؟
اليوم
منظومة الري في السن تحتاج الى تغير وتوسيع قدرتها على الضخ أفقياً
وعامودياً بشكل يجعل وصولها الى الناس كافياً وهذا ممكن على الأقل وكما
يقول أحدهم فإن مالا تضخه للناس سيذهب حكما الى البحر
ومع
ذلك ثمة إصرار على تضييق المشكلة بأنها محصورة في موضوع تأمين الكهرباء
للمضخات وطبعا تامين المازوت للمضخات وحيث تصبح حلقات الفساد متحكمة فكلنا
يعرف أنّه عندما يكون هناك مازوت رخيص سيكون هناك فساد متعدد الأقطاب ؟ .
ليست
هذه قصتنا .. القصة أن مشروع كالسن يروي محافظتين وريف واسع لم يجد حكومة
قادرة علي خلق حلول له ولم يعذب أحد نفسه في القيام بعملية إحاطة لتوسيع
امكانيات الضخ من السن وري كل تلك المناطق .. على الأقل توسيع القساطل التي
يتم الضخ عبرها .. او ربما ابتداع حلول تسهل من ضخ المياه دون أن تكون
رهينة الظروف الطارئة المستمرة .. بكل تأكيد يجب أن يكون هناك في مؤسسات
المياه من يمتلك الخبرة الكافية لوضع حلول وإلا هناك مشكلة حقيقية في نوعية
الإدارات التي تتولى موضوع المياه ؟ ..
يجتمع
الوزير مع مدراء المياه والموارد المائية فيكون الحديث العمل على إيجاد
حلول وقمع المخالفات والتعديات على خط مياه الشرب .. حسناً هناك من ينقلك
فجأةً من مسألة عطش ريف ومدن باكملها ليقنعك أنّ المشكلة هي تعدي على خط
مياه الشرب والتي غالبا ما تكون بتغطية من الموظف المراقب في حين تبقى
الحلول بعيدة ولاتقترب من الناس سم واحد ؟
جولاتكم
لاتفيد اذا لم يكن لديكم الإرادة على امتلاك ناصية الحلول وتصريحاتكم لن
تبعث المياه في حنفيات الناس العطشانة ولا في الاراضي والاشجار المشتاقة
للماء ..
اجلسوا مه أهل الخبرة
أولاً وكلفوهم أن يضعوا الحلول الممكنة وتستطعون انجازها , اما تصريحاتكم
فلن تسقي أهل الساحل والداخل اعذرونا .. مللنا من زياراتكم الى نهر السن
واخذ الصور عليه ؟ ..
هامش
1 : لقد هطل من الأمطار في الساحل في الشتاء المنصرم تكفي لإمتلاء بحر ولس
بحيرة صغيرة .. ومع ذلك لم تكن الاستفادة منها إلا ضمن نطاق محدود وبما حضر .
هامش 2 : في الساحل أودية الأنهار كلها مكب للصرف الصحي والينابيع لم تستثمر بالشكل الجيدهامش أخير : حل مشكلة المياه ليست في وصل الكهرباء بل في وصل شيء آخر ؟
المصدر:
http://mail.syriasteps.com/index.php?d=127&id=199346