والله “لنكيف”!
20/08/2024




سيرياستيبس
كتب الاعلامي ديب حسن :

 ..لا أدري إن كانت حالة الإحباط التي أشعر بها على غير العادة عابرة، ولن تستمر طويلاً آمل ذلك، ولكن كل شيء يدفع بها إلى المزيد لكني أدفع بعوامل الصد واخترع الكثير منها
وليس على سبيل الحصر إنما المثال، كنت كلما حدث أمر طارئ معي مرض أو غيره أقول (والله لنكيف) بتشديد الياء ..
وعلى ما يبدو أننا فعلاً دخلنا عالم الكيف، فلا الغد كان أحلى، ولا يبدو ذلك إذا ما استمر هذا الصمت من قبل الجهات المعنية.
هل يعقل هذا الواقع الذي نعيشه دون معرفة أسبابه..ليس شكوى فقد مللنا الأمر..هل تصدقون مثلاً من مدينة جبلة إلى القرية ٢٥٠ ألف ليرة أجرة سرفيس طلب..كلفة سيره لا تتجاوز ٥ ليترات مازوت.. الكل يتهرب من العمل بحجة عدم وجود مخصصات يوم الجمعة.
وهل يعقل في عز موسم البندورة أن يكون سعر الكيلو ١٢ ألف ليرة في الساحل ؟
والبطاطا ١٥ ألفاً وقس على ذلك الكثير ..ماذا سنأكل وكيف سنعيش وإلى أين نتجه ؟
في الكثير من أسئلة الحيرة والاستنكار لما يجري والإجابات عنها يقول البعض: لماذا علينا أن نصدر البندورة والبطاطا والبصل والفواكه ونحن بأمس الحاجة إليها..لماذا لا يتم الاكتفاء أولاً ..
نحن مع التصدير لكننا للأسف لا نلمس نتائج ريعه على أرض الواقع …
ما نفع اتساع العالم ونحن في ضيق يزداد كل ساعة …الأسعار في تزايد مضطرد ..الجهات الرقابية نائمة والضمير في استراحة أبدية..
فهل من حل إلا الضرب بيد من حديد، والعمل على لجم هذا الجنون بكل الوسائل الممكنة مهما كانت..
حان لنا أن نشعر أن يداً حانية تعرف كيف تضبط الإيقاع..لقد تعبنا..شعرنا أننا قاب قوسين أو أدنى من صرخة الجوع المرعبة..
البندورة ليست ترفاً الباذنجان ليس ترفاً ولا البطاطا ولا لقمتنا موضع الهدر الذي نراه ..
ومع هذا التشاؤم كله سأبقى أردد (والله لنكيف) ولكن كيف ومتى وأيان وبالتأكيد ليس مع هذا الصمت المريب.



المصدر:
http://mail.syriasteps.com/index.php?d=127&id=199562

Copyright © 2006 Syria Steps, All rights reserved - Powered by Platinum Inc