من الدوارة إلى الحاكورة .. قبل سنغافورة و السعودية .. و الخصخصة بعيدا عن الارض و الثروات الوطنية ..
26/01/2025
كتب الاعلامي أسعد عبود لسيرياستيبس :
دعونا نعمل بجد بحدود طاقاتنا و امكاناتنا و بعيدا عن المبالغة ..الوضع صعب
ولن تنقذنا البوارج الموعودة سواء من تركيا أم من قطر أو غيرهما ..
فالظلمة حالكة و الكهرباء مكسوفة جدا ، والخطر يهدد الجميع لأنه يهدد وطننا
.. الطموح مشروع جدا مشروع و هو ضروري .. يرسمه العقل ، ونمضي إليه بالهمة
والعلم ..
بالمناسبة "كيف ؟" هنا اهم بكثير من " ماذا ؟" .. كل الناس .. كل
العقلاء ينشدون العظيم المنتخب .. لكن العظماء فعلا .. الذين يحددون و
يمخرون الطريق للوصول إلى الاهداف العظيمة .. و بالتالي مع نشر الأهداف
النبيلة العظيمة التي تليق بنا و ببلدنا .. لنلق نظرة عل حالنا بين أيدينا و
ما بين أيدينا ، و استثمار امكاناتنا المتاحة جداً و المهددة جداً .. فلا
نخجل منها على امتداد أرضنا و كل دنيانا. وأولها ما تتيحه الأرض .. فأنا لم أسمع في حياتي عن مجتمع أو دولة ، تألق أي منهما ، في الصناعة
والتجارة
.. وكان فاشلاً في الزراعة .. حتى و إن كان يشغل على الأرض فقط بقعة صغيرة
كسنغافورة .. النجمة المتألقة ..
لا أكتب من فرضيات حول الواقع الزراعي .. ولا فقط لأن الأمطار تأخرت .. بل
لأسباب أخرى كثيرة تدفع الزراعة السورية للاستنجاد .. عائد أنا للتو ، من أسواق دمشق العتيقة .. أسواق الخير و الأرزاق الذي كان ..
سألت عن ..البذار
.. عن الأعلاف .. عن الآسمدة ..عن المبيدات .. عن .. عن .. ولم أعد خائبا إنما شبه خائب و شبه خجلان .. فما بالي أنا أخوض معركة الحرث و الزرع و
الأرض والنبات و الحيوان .. و زملائي و رفاقي من الاساتذة يتذاكرون و
يتناقسون بالديموقراطية و الاحزاب و البنية العليا في المجتمع , و أنا فلاح
يا عيب الشوم .. اقول : دعوني فلاح .."يا ليتني أقدر " لكن ما العمل ..
نخطب و نكذب و ندعي .. الكل يخطبون و يكذبون و يدعون .. فدعوني في الشطر
المتبقي من العمر أُحاول مع الأرض و كلي أمل أنّ الدولة بادارتها الجديدة ..
ستنظر لحال الأرض و الفلاح .. و قد تقتنع معي .. أننا الآرض و الزراعة إن
نجت نجونا .. و إن فشلت فشلنا .. و شتي يادني ..
يا رب ..
الارض بكل توضعاتها و بكل ما يبنى عليها ننميها و نستثمرها .. قطاع عام أو
خاص .. و بما هي زراعة و تشعباتها فالخوص بالتأكيد أولا بالخاص .. و الخاص
دائما .. فلا تتركنا وزارة الزراعة حيارى نفتش عن مستلزمات الزراعة في
الاسواق ..
في الحقبة الأخيرة من عمر نظام البعث الفظيع .. لم يعد ثمة من
يهتم إلا أن يكون لصا أو سمساراً أو مخبراً .. و الإجابة على الحيرة التي
ركبت كل من يعمل بالأرض و يبحث لها عن مستلزماتها : الدولة رفعت أيديها ..
وكذا الجواب يواجهه من يبحث عما يشبع به شاة خيرة ..
من هنا أرى اننا يجب أن نبدأ .. و ليس أبداً ... أبداً .. من الخصخصة ..!!
ويوم نأتي إلى الخصخصة .. وهو بلا ريب يوم قادم .. و حذاري من الاستعجال
والسرعة .. كل ما يدخل في مكونات الدولة و موجوداتها ثروات الوطن . لا
يجوز أبدا التفكير بخصخصته حتى ولو لصالح القطاع الخاص السوري .. فكيف بنا
ما يلوح في الافاق البعيدة و يسمع له صدى ، ولو صدى من البعيد .. عن
التفكير بخصخصة المداخل الى الوطن و الموانيء .. والسكك و الثروات الوطنية
.. و هو مشروع لا مشروعية له .. و خطير مهما بدا براق .. و تجارب غيرنا
كافية لإظهار الخلل .. و حتى تجاربنا يوم أجرنا مرفأ طرطوس .. مناجم
الفوسفات .. و مكامن الوقود الاحفوري .. و غيره ..
في أرضنا ما نأكله و نلبسه و نعيش به .. و هي جديرة بحسن الإدارة و التنمية
..
As.abboud@gmail.com
المصدر:
http://mail.syriasteps.com/index.php?d=131&id=200848