أيها الكبار باستثماراتكم الضخمة الموعودة ... هل تعرفتم على سورية .. ؟! هل قُدمت لكم ... ؟!
17/08/2025





 
سيرياستيبس - كتب أسعد عبود
 
أعني الكبار من مستثمرين و ممثليهم .. او اصحاب المشاريع و اتجاهاتهم .. بعد الترحيب الاكيد بتوجهكم للاستثمار في سورية الذي ينم عن المحبة و ارادة التعاون و العمل المشترك .. و توجه الخير والربح الذي لا بد أن يكونا نتاج النيات الطيبة و العمل الناجح و الخيارات الموفقة .. 
و لعله من الضروري بالتأكيد لمن يختار أرضاً و مجتمعاً للاستثمار أن يتعرف عليها بالمعنى الكامل للكلمة .. و ألا تكون استثماراته في عالم و الأرض التي تقوم عليها من عالم آخر .. هذا يخلق حالة غربة و اغتراب تكبر باستمرار لتعيق العمل و التوجهات وتضع نفسها في معزل ، لا تنفع معه ضخامة الارقام و شطحة التصورات لضخم المشاريع و اتساعاتها . 
فيما ورد على مسامعنا من مشاريع الاستثمار العتيدة التي عليها النيات .. نقول بصراحة : لا تبدو هذه المشاريع بنت الحالة السورية ولا وليدة بيئتها الاستثمارية .. انما تتصف بالخيالية نسبياً .. ولا علة في ذلك .. انما عليه خطر .. و يبتعد الى حد ما عن الحاجة السورية .. التي هي عامل نجاح يمكن الرهان النسبي عليه .. أعني أنّ من عوامل توفر ببئة الاستثمار و نجاحها توفر المستهلك و الحاجة . 
 الآن و فجأة نحن  في حالة نبحث عن ضروريات الحياة و اولياتها الى مشاريع الابراج و البنايات الضخمة .. و الفنادق و المطارات و المشاريع السياحية ..   غيره و كله ضروري .. وتشكرون عليه .. لكن ليست الاولوية له بموجب أنّ غاية كل استثمار هو سرعة التشغيل و جني الارباح .. فتشوا في الساحة السورية أما من مشاريع ممكنة لها الاولية .. ومنها ستكون الارباح أكبر و أسرع .. ؟؟
 ليست سورية أرضاً صحراء و لا هي بور لم تسمع بالاستثمار في حياتها . . أبداً هذا غير صحيح .. ولا هي ومشاريعها ولدت مع حافظ أو بشار الاسد .. هم سيطروا لفترة و تبعوا طريقاً أوصل بالوضع الى حالة حرج انتهت الى التصحر ربما ..
 لكن سورية كانت موجودة قبلهما و ستظل مستمرة بعدهما و بعد من يتبعهما .. لا .. لا .. ابدا هي غير مرشحة للنهاية .. بينها و بين النهاية مسافات طويلة .. هذا إن كان ثمة نهاية و لا اظنها كذلك .. صحيح نحن نمر اليوم بحالة انكسار نتيجة سياسات البعث الاقتصادية وقياداته الفاسدة .. لكن للسوريين و لبلدهم باع في الاستثمار و التعمير و البناء سبق كما تعرفون الجميع .. سبق حتى سنغفورة .. لكن .. العراضات السياسية ... اشتراكية و غيرها و ملحقاتها و الفساد ثم الفساد اسقطت كل الحسابات و سقطت او كادت تسقط معها البلد .. 
لا اريد بذلك ان ابرر فشلا .. الفشل فشل.. وعادة يتصف بالنسبية و في سورية مشاريع و اعمال جديرة بالقراءة ، على نية التأهيل و الاستثمار .. فلماذا ذاك الاصرار على القفز من فوقها ... هذه مشاريع سورية ... هذه سورية .. حتى في الثروات الوطنية .. نكاد نتسول و نشحد و في أرضنا كل الخير من نفط و غاز و غيرهما .. و تبدو حالتنا كالعيث في البداء يقتلها الظمأ والماء فوق ظهورها محمول .. لكن .. و بصدق الادارة الاقتصادية المفترضة في سورية .. في الدولة او لدى لقطاع الخاص  رجال الاعمال ، هي التي يجب أن تطرح هذه المشاريع على المستثمرين ، ولا تنتظرهم ان يأتوها من تلقاء ذواتهم ليبحثوا عن هذه المشاريع  و تلك الثروات القائمة في الديار السورية 
... As.abboud@gmail.com   



المصدر:
http://mail.syriasteps.com/index.php?d=131&id=202626

Copyright © 2006 Syria Steps, All rights reserved - Powered by Platinum Inc