دمشق ـ سيرياستيبس
من منا لا يبحث عن أفكار عبقرية متفردة يحاول بها وعبرها
تحقيق أكثر من فائدة يأتي في مقدمتها نزوعنا للتميز وإرضاء الذات والحصول على موقع
متقدم لها أعلى وأوسع وأكثر سلطوية ! ثم لابد من جني الأرباح التي نفضل أن تكون
تحت طائلة تبدأ ولا تعرف نقطة انتهاء ..بمعنى آخر نريدها أرباحاً لا نهائية وعندها
بالتأكيد سنلجأ لتشغيل رادارات الذكاء الخبيث التي نمتلكها لتطبيق اختراعاتنا
الرائدة للتهرب من دفع ما يتوجب علينا من ضرائب شأننا في ذلك شأن كثير من رجالات
أعمال هذا الوطن العزيز وإلا كيف نحظى بلقب ( رجل أعمال ) .
من الأفكار التي أدعي أنها عبقرية والتي سأحاول الحصول
على براءة اختراع بها وسجل تجاري وصناعي وسأحاول بالتأكيد التلاعب حين تطبيق
المواصفات القياسية السورية فهي بطبيعة الحال بالية لن يؤثر عدم الالتزام بها على
جودة المنتج .. إذاً من أفكاري النيرة تلك إقامة مصنع كونسروة رائد على مستوى
القطر بل والمنطقة العربية فهو ذو طبيعة شرقية خاصة بالعرب عموماً ، المهمة
الأساسية لذلك المصنع هي تعليب الهموم والأزمات والمشاكل والصعوبات وكل ما يدور في
فلكها من مفردات أصبحت الأهم في معجمنا اللغوي الحياتي اليومي ، أسعارنا وبصراحة
لن تكون محلية ولن نلتزم نشرات أسعار التموين أو التجارة الداخلية أو الخارجية إذ
سيكون في وسعنا تخليص المواطن المهموم والمتعب من كل ذلك وبما أننا سنعفيه من
زيارة العيادات الطبية والنفسية ومن تعاطي الأدوية فاقدة الفعالية ومن الصراعات
اليومية مع العائلة أو مع رب العمل وبما أننا سنعفيه حتماً من كل الشتائم أو
الدعوات غير المستجابة فإن عليه أن يدفع ثمن تلك الراحة والرفاهية التي سنوفرها له
والتي قد تقترب من الراحة الأبدية قبل أن أشرح فكرة عمل ذلك المصنع أنبه إلى أنني
قد أمّنت على الفكرة الرائدة واتخذت الإجراءات اللازمة لحماية ( الملكية الفكرية )
غير المعترف بها لدينا حتى الآن والتي لا تطبق بالتأكيد ..لذا لن يحاول أحدكم
السطو عليها وإنجاز سرقة استثمارية مسبوقة وإن فعلتم فسأقاضيكم في محاكمنا المحشوة
بالقضايا وسيستمر بيني وبينكم ماراثون قضائي ينتهي بخسارة الطرفين إنشاء الله .
الآلية المركزية في عمل مصنعي هذا هي آلة لشفط الإحساس (
تفريز ) المشاعر وتبليد اذهن وتغييب
الحواس الخمسة بنسب متفاوتة طبعاً عبر أجهزة مخبرية عالية الدقة تضاهي أحدث مخابر
وزارة الصحة .
النتائج المرجوة من هذا الاختراع هي خروج المواطن
المهموم الطفران والمعتر من تحت أجهزتنا برؤية جديدة ولا رؤية أمانة احتفالية دمشق
عاصمة للثقافة العربية في حفل الافتتاح الشعبي لها ليواجه الحياة بصدر أرحب من صدر
وزارء الحكومة مجتمعين ، سيحس أن كل شيء حوله يرقص في الهواء وستضاهي إشعاعات
فيوزات دماغه البهلوانية انطلاق الألعاب النارية في ساحة الأمويين ولن يكلفه الأمر
40 أو 50 أو 60 مليوناً كما قيل عن احتفالية دمشق الشعبية وسنزوده بالتأكيد بعلبة
أنيقة مخصصة لمثل هذه الاستعمالات الحيوية نضع فيها كل همومه وأحاسيسه التي سبق أن
انتزعناها من دماغه .
هذا ليس سحراً ولا شعوذة بل حقائق علمية مجربة أخذت مني
بحوثاً مطولة لا ترقى إلى مستواها البحوث العلمية في جامعاتنا ..
طموحاتي بالتأكيد كثيرة فسأعمل على إطالة أمد فعالية
عملية التعليب كي لا يضطر المواطن لمراجعة المصنع كل ستة أشهر لتجديد صلاحية تعليب
همومه لتصبح الفعالية سنة مبدئياً وبذلك ننافس كل أرصفة مدن سورية ..!وسأتعاون مع
مصرف محترم ليخصص قرضاً يمنحه لكل مواطن مهموم يريد تعليب مأساته وبدون فوائد
وبدون ضمانات ...!!
عفواً أعتقد أن الباب يقرع ... إنهم الزبائن بالتأكيد
يريدون التعاقد وتحديد مواعيد مسبقة قبل أن تنفذ البطاقات التي خصصتها لهذا الشهر
فكل شيء عندي يمشي بنظام بعيداً عن الروتين ..للحجز والاستعلام يرجى الاتصال على
الأرقام غيرالظاهرة هنا ودامت همومكم ومشاكلكم ...!!!!
سوزان إبراهيم
المصدر:
http://mail.syriasteps.com/index.php?d=160&id=217