دمشق- سيرياستيبس:
تقتضي ذاتية كل جيل ان تكون فترته لا نظير لها والان تمر البشرية في العقد الاول من القرن الحادي والعشرين وبتقديري سيكون هذا العقد بمثابة الركيزة الثانية للتاريخ الانساني بعدما شكل عقد الثلاثينات من القرن السادس عشر احد ركائز التاريخ الانساني لانه حدد الاتجاه العام لكثير مما تلاه لفترة 400 سنة تقريبا وهي كانت بداية العصر الحديث ( الاكتشافات العلمية وافكار هارفي ونيوتن وكوبر نيكوس الفكر السياسي والفلسفة السياسية لاسيما افكار بودان ولوك مونتسيكو )واليوم يشبه العقد الاول من القرن الحادي والعشرين ذلك العقد لانه في هذا العقد تكون الاعمال اكثر حذرا عن ذي قبل والمستقبل جديد وليس كما تعودنا ان يكون حيث يحمل العقد الجديد فلسفات جديدة وطرق جديدة وعدة معرفية جديدة واساليب جديدة وادارة الكترونية وتجارة الكترونية وحكومة الكترونية وعولمة لذا يجب معرفة وفهم كل هذه التطورات والتغييرات للنجاح والبقاء والمساهمة في عالم اليوم وهذا ما يجب ان يعرفه مدير القرن الحادي والعشرين
• ادوات عمال المعرفة :ادوات عمل اليوم والغد والمستقبل مختلفة تماما ويجب على مدير القرن الحادي والعشرين اتقانها وسيكون عمال الغد متعلمي حاسبات ولديهم مجموعة كبيرة من الادوات الاوتوماتيكية تحت تصرفهم وسيمتلئ صندوق ادوات المستقبل بتكنولوجيا المعلومات وتتكون تكنولوجيا المعلومات بصفة اساسية من الحاسبات مختلطة بالاتصالات اللاسلكية والشبكات كما تتضمن نظم الخبرة والتخيل والاجهزة الاوتوماتيكية والانسان الالي وتكنولوجيا الاستشعار والاجهزة الالكترونية الصغيرة المدمجة في منتجات ونظم وادوات ويتكون العمود الفقري لشبكة المعلومات من اشارات رقمية تنقل من خلال شبكة بصرية ليفية وتدعمها الاقمار الصناعية والتكنولوجيا اللاسلكية ما يطلق عليه الطريق السريع للمعلومات وباختصار ان البنية الاساسية الجديدة للمعلومات السريعة تلعب دورا كبيرا في سرعة تنفيذ العمليات وخفض التكاليف وقد يحول البائعون سياراتهم وشاحناتهم الى مكاتب متنقلة وستكون العديد من الاجتماعات الروتينية مؤتمرات بالفديو وسيعالج البريد الالكتروني والبريد الصوتي اتصالات اقل استعجالا وستحدث هذه الاتجاهات تاثيرات عميقة بالنسبة لكل شيء لذا لابد من معرفتها واتقانها والاهتمام بها
• قوى عاملة متنوعة اكثرها نساء :بحلول عام 2010 او 2015 سنرى قوى عاملة مختلفة تماما عما نراه اليوم قوى عاملة اكثر تنوعا يزيد فيها عدد النساء وعلى المدير الشرقي ان يقبل بذلك ويتعود عليه ويدعمه وعلى المرأة ان تشارك بفعالية وتحصل على التكنولوجيا واستثمارها تحت طائلة البقاء بدرجة ادنى من الرجل على سلم التطور او على الاقل تبقى تابعة للرجل وتظهر تبعية من نوع جديد هي التبعية التكنولوجية والمراة على ما اعتقد لا ينقصها تبعيات اخرى فما فيها يكفيها
• ادارة التغيير :براينا ان موضوع المستقبل هو قدرتنا على التعامل مع التغيير الجذري الكلي وسيكون اهم مؤشر لنجاح الشركة او المؤسسة او الادارة في العشر سنوات القادمة هو اتجاه ثقافة الشركة او المؤسسة بشأن التغيير ويعتبر من افضل المؤشرات الاختبارية للنجاح او الفشل النهائي رغبة الهيكل في النهوض بالتغيير النظر لنفسه باعتباره ارض اختبار تكافح يوميا في معارك لا تتمثل فقط في تلك التي تحدث عند كل خطة جديدة الان نعيش عصر انفجار المعلومات والانتشار السريع للتكنولوجيا وهذا ينتج تغييرا بسرعة مذهلة لا تخطر على بال حتى كبار رجال الاعمال المتمرسين وبراينا التحدي القادم هو كيف ندير التغيير وفي سورية يقود السيد الرئيس الشاب بشار الاسد عملية تغيير هادئة ناضجة حتى لا تكون هناك اثمان وخضات اقتصادية واجتماعية لكن ذلك لا يعني ان تتسم عملية التغيير بالبطء
• التشاركية والتعاونية :مهما يكوم المدير او الوزير عبقريا ومؤهلا لا يستطيع ان يحقق ويفعل كل شيء بمفرده والنتيجة تكون بعد سنة تقييمه بانه غير ناجح واستبداله لذا لا بد من التشاركية والتعاونية في العمل والقرار وفياخذ رأي الاخرين العاملين الموظفين وقادة الصف الثاني والاصغاء اليهم وتنفذ رغباتهم وافطارهم ومقترحاتهم اذا كانت ايجابية ومنطقية وذات جدوى والرد عليهم واقناعهم بخطأ افكارهم اذا كانت كذلك ويجب الاستمرار بالمزيد من تقاسم المسؤولية والتشارك والتعاون للوصول الى نتائج مهمة تخدم البلد والمؤسسة
• يجب ابداع طرق للوصول الى الاهداف بشكل سريع :يجب على الادارة اتخاذ قرارت شجاعة كي تستطيع التخلص من الاخطاء ولا يجوز ان يبقى خطأ مستور لفترة طويلة ويجب عقد مؤتمر دوري لجميع العاملين في الشركة او المؤسسة يعرض فيه العاملين ملاحظاتهم ويحضر الاجتماعات مواطنين عملاء مستفيدين من خدمة المؤسسة يقولون اذا تعرضوا لابتزاز معين ومن ابتزهم ؟؟
• يعتبر المدير العام البطل في قيادة الاعمال اليوم وتطويرها وهو العنصر الاساسي لتحقيق النجاح او الفشل في المستقبل لذا على المدير العام اليوم ان يمتلك العدة المعرفية الجديدة تحت طائلة التخلف عن لغة اليوم وعلى القائمين على الامور ان يراقبوا ذلك ويحاسبوا كل مدير لا يواكب تحت طائلة خسارة قيادته وادارته لانه غير جدير وغير مفيد للبلد حيث لا يوجد مكان للاختباء في عالم اليوم
• القيادة القيادة القيادة :ليس كل مدير هو قائد لكن كل قائد هو حتما مدير ناجح لذا يجب البحث عن القادة لان هؤلاء يكونوا الاوائل وكل مؤسسة وشركة اليوم خالية من القيادة ستجد صعوبة في الحفاظ على مكانها وربما تجد صعوبة اكبر في الاستمرار وعلى المدير ان يتعامل مع المستقبل ويفكر بالمستقبل واذا اراد ان يكون قائد كفء في القرن الحادي والعشرين عليه اكتساب طلاقة في لغات الاعمال التالية :
- الادارة الاستراتيجية
- علوم المعلومات
- النقود واسعار الصرف واثار التضخم
- اللغات الاجنبية
- استثمار الحاسب واستخدام البرامج
الإحصائية لا سيما رزمة الاحصاء للعلوم الاجتماعية
• على المدير أن يمتلك عيون حادة وإقدام سريعة :يجب ان يمتلك المدير ثقافة التحرك للأمام وهذا يكون جزء من ثقافة الحكومة والدولة بشكل عام وإلا يفقد المجتمع وتفقد الإدارة القدرة على التحرك وتصبح الإدارة فيل ضخم لديه التهاب مفاصل لذا يجب ان يتمتع المدير بالمرونة والمبادرة والسرعة وعلى النظام الإداري بالكامل ان يكون كذلك ويجب التخلي عن المركزية الشديدة وحتى تنجح الإدارة في القرن الحادي والعشرين يجب ان تتمتع بدرجة من اليسر في تحريك الموارد وخاصة الموارد الإنسانية البشرية المدربة حيث يمكن تحريك الموارد من موقع وظيفي الى أخر ومن نشاط الى أخر
• إعادة التصنيع القائم على المعرفة بدل عمال الورشة : يجب إعادة التصنيع بحيث يكون كثيف المعرفة بدل التصنيع كثيف العمالة لان هكذا تنصبيع لا يربح ولا يصمد في عالم انفتاح التجارة ومنظمة التجارة العالمية ومنطقة التجارة العربية الكبرى والشراكة مع أوربة والمنافسة الدولية القادمة مع تطبيق اتفاق الشراكة ستؤدي الى إعادة هيكلة التوظيف بحيث يزيد احتمال أن تتطلب وظائف التصنيع والوظائف الإدارية تعلما جامعيا والماما كبيلارا بالتكنولوجيا ففي اليابان اليوم مثلا في اللحظة التي يقوم فيها عميل بشرب وشراء مشروب منعش تذهب المعلومات مباشرة الى صانع الزجاجات
• المستقبل ليس ما تعودنا أن يكون: إن مصدر الإزعاج في عصرنا هو أن المستقبل ليس ما تعودنا أن يكون لكن علينا أن نفكر بطريقة جديدة ونحن الآن في القرن الحادي والعشرين وعلينا عدم مقاومة التغيير وعلينا أن نعمل لتيسير التغيير وخاصة استخدام الأدوات الجديدة وتعلم المهارات الجديدة والتعامل مع التكنولوجية وفهم الآخرين كيف يفكروا وكيف يعملوا ثم نجري محاكاة مع الأعمال الجيدة ونبدأ من حيث انتهى الآخرون ولا نحول البلد والإدارات عندنا إلى حقل تجارب ونخسر المال والوقت ويكون الآخرين قد وصلوا إلى أماكن بعيدة من الصعب أن نلحق بهم
• يجب أن تتمتع بالا ناقة والطموح والتحرك والعالمية :على النظام الإداري أن يسمح بدخول الشباب المؤهل الذي يمتلك مهارات جديدة والخبرة تأتي وتتراكم عبر العمل وإلا كيف ستأتي الخبرة إلى من لا يعمل ولا يمارس وعلى الشباب والمدراء الجدد مدراء المستقبل أن يكونوا طموحين وأنيقين ويعملوا بطريقة عالمية لان بيئة العمل اليوم ليس محلية وليست محصورة والإدارة اليوم إدارة بلا زمان وبلا مكان ومتخلصة من الانحصار الزماني والمكاني ويجب بناء القدرات على هذا الأساس حتى ننجح ونجذب الآخرين حيث تشرع الدولة اليوم جذب وتملك المستثمرين العرب والأجانب للمصارف والعقارات وغير ذلك من الأمور الأخرى
*هل يمكن فعلا التنبؤ بالمستقبل :إذا أردنا النمو والتقدم في مسارنا المهني والوظيفي والإداري والاقتصادي علينا أن نتصف بالفعالية والدينامية والاطلاع والمعرفة والقراءة ويجب ان تكون هذه المهارات عامة لجميع المدراء والموظفين والقائمين على الأمور وانه لابد أن نجهز أنفسنا بالمهارات والمعارف المطلوبة للتصدي للتهديدات واغتنام فرص المستقبل بل إن بقاءنا ورفاهيتنا ونجاحنا في تنفيذ خططنا يعتمدان على قدرتنا في التنبؤ والتواكب مع مشكلات وتهديدات المستقبل وعلى فهم وتقييم ومراقبة آثار أفعالنا من اجل تخيل وإيجاد مستقبل أفضل والتنبؤ هو وجود نمو في كل شيء إلا في المشاكل والأخطاء التي يجب أن تكون في اضمحلال وزوال أو على الأقل في تناقص مستمر
عبد الرحمن تيشوري
المصدر:
http://mail.syriasteps.com/index.php?d=160&id=309