النجاح ليس الوصول إلى الثروة، بل أن تكون قادرا على تحويل أحلامك إلى واقع. و الفاشلون هم من يستسلمون في منتصف السباق و يبدأون سيمفونية النواح " لم تكن البداية عادلة، بعض الناس يستأثرون بالحظ كله، ليست المسألة متعلقة بماذا تعرف بل بمن تعرف".
الناجحون و الفاشلون على حد سواء قد بدأوا من الصفر و كانت لديهم نفس الفرصة لكسب الرهان، و لكن بدأت الأمور تتصعد عندما حاول الأفضل منهم بالتميز بعيدا و هم يظهرون للعالم أفضل ما يملكون من جهود. و الأمر ليس حظا أو صدفة و الثروة لا تحابي الفائزين فتواجد المال أو نقصه ليس العامل الذي يصنع قرار النجاح و لنستعرض بعض النماذج المشهورة هل كان تدهور ثروة إيتون Eaton نتيجة لصدفة أم نتيجة لسوء الإدارة؟ انظر إلى أوبرا وينفري، الطفلة التي ولدت كفتاة سوداء في ظروف فقر و إدقاع و تعرضت للاستغلال الجنسي في الجنوب الأمريكي المتعصب عرقيا و رغم ذلك تابعت مشوارها و هي الآن من أكثر النساء تميزا و نجاحا ماليا على مستوى العالم و ما كان وراء التميز ليس كيفية بداية سباقها بل كيف قامت بإدارة السباق.
مثال آخر للعبرة هو شين ستيفنسون "ٍSean Stephenson" ذلك الطفل الذي ولد و لديه مشاكل في هيكله العظمي و الذي أخبر الأطباء والديه بأنه لن ينجو أبدا و الذي أدى مرضه لتعرضه للكسر لأكثر من مائتي مرة و اٌقعده على كرسي متحرك و رغم ذلك يعتبر شين معالجا نفسيا و كاتبا و متحدثا متخصصا على المستوى العالمي و له أنصاره و متابعيه من الأكاديميين و الشباب على مساحة الخريطة.
يفرك الفاشلون عيونهم و يتساءلون كما نتساءل لماذا خرجوا من السباق؟ لسوء الحظ فإن أصدقائهم يربتون على أكتافهم و يتساءلون أيضا مثلهم. بينما لم تشتك أوبرا أو شين من حظ عاثر و الحقيقة أن هؤلاء الذين ينسحبون من السباق ليسوا على قدر السباق.
"ما من أحد يستحق النجاح" هذه كانت كلمات جوزيف أديسون و لكننا نستطيع أن نحاول أن نحظى به. العالم مملوء بالناس المحبطين الذين قاتلوا للظفر بالنجاح حتى أن بعضهم عمل بكل جد إلى درجة انكار الذات فكانت حياتهم بأكملها تدور حول هذا هدف أسمى و هو الحصول على ثروة معقولة و لكن الثروة فرت من بين أصابعهم.
"لماذا ؟" الفاشلون يتطلعون إلى أن يعرفوا ، و الجواب بسيط و يخضع للمحاكمة التالية: إن فهم معنى الأهمية النسبية للأشياء هو مفتاح الانجاز في أي مجال كان. لوكان لديك محركا ذي استطاعة غير محدودة و كان بامكان هذا المحرك تحريك الجبال و لكن إذا فشلت في توجيه طاقته فإنك لن تستفيد من إمكاناته و على النقيض فإن محركا صغيرا واضح الهدف بشكل مباشر فإنه يستطيع القيام بمهمته.
إن النجاح سيأتي عندما تمتلك القدرة على قياس الأهمية النسبية للأشياء. إن السواد الأعظم من رواد الأعمال العاثرين و رغم أنهم يقضون سنوات في محاولتهم للنجاح أنهم لا يلامسون أرض الواقع. و بدلا عن ذلك فإنهم سيتأوهون و يتباكون على فشلهم و سيروون لأصدقائهم أساطير بؤسهم محاولين استعطافهم الذين يظنوهم قد تعودوا المرض في حياتهم و ظروفهم.
و في نفس الوقت فإن الناجحين الذين لديهم رؤية واضحة و تركيز محدد يعرفون كيف يميزون بين الناجع و المجدب و بثقة عظيمة و إيمان راسخ يمكن لهم أن يحرروا طاقاتهم بتركيز محدد.
كما الاسكندر العظيم، كن جاهزا لحرق مراكبك وراءك، انسى الماضي و لكن استفد من دروسه و عندها ستكون قادرا على تحقيق أهدافك.
IDEA
المصدر:
http://mail.syriasteps.com/index.php?d=160&id=79