صحفي فتح (جبهات الاستغاثة)حتى أخر ثانية في موبايله الفا سيارة تبيت وسط الثلوج ليلة كاملة بالقرب من قارة
28/12/2006
لم يوفر زميلنا أمير سبور ( صحفي في جريدة الثورة ) أحد من معارفه و أصدقائه إلا وحاول الاتصال به مساء يوم الاربعاء ليشرح له الوضع الذي يحيط بنحو ألفي سيارة احتجزتها الثلوج على الطريق الدولي الواصل بين دمشق وحمص وتحديدا عند منطقة قارة ، هذا فضلا عن رسائل الاستغاثة التي وجهها عبر الموبايل الذي اصبح بعد فترة خارج العمل نتيجة فقدان التغطية ونفاذ الشحن .
سبور كان يشرح في اتصالاته معنا وخلال رسائله معاناة الاطفال والنساء والرجال الذين بقوا داخل سياراتهم منعزلين عن العالم دون اية مساعدة من أحد ، لا من شرطة الطرق العامة ولا من شرطة المرور ولا من الجهات المحلية طالبا إيصال معاناتهم إلى الجهات العليا عسى ولعل ....لكن ماحدث أن هؤلاء اضطروا لقضاء ليلتهم ( ليلة الاربعاء) داخل السيارات دون طعام أو ماء حتى صباح الخميس عندما جاءت سيارة للشرطة تحمل كميات من الملح فقط لرشها على الثلوج ، وهكذا لم يصل زميلنا امير إلى مشارف طرطوس إلا بعد الظهر .... كذلك هو حال ما يقارب ألفي سيارة في حادثة هي الاولى من نوعها .. إضافة إلى عشرات الحوادث التي وقعت والتي تحتاج لاستجابة فورية لانقاذ ارواح الناس....
ما حدث....يفتح بابا واسعا للتساؤلات حيال استعدادات الجهات العامة للطوارىء والظروف الجوية ، وما إذا كانت الاستعدادات على الورق فقط ....إلا إذا كنا نعتبر أن سورية هي خارج نطاق احتمالات الكوارث الطبيعية والحلات الطارئة ونتمنى ألا يقع شىء من ذلك ... لكن اللهم لا نسألك رد القضاء بل اللطف فيه !!.
بعد أن طمأننا الزميل أمير على انفراج الوضع لديه بدأت النكت تطلق ... أحد الزملاء أكد انه استجاب لاستغاثة الزميل أمير واتصل بأحدى الجهات التي أكدت أنها ستعمل بكل جد ليعيد الجميع في منازلهم أول أيام العيد ... وعلى أكثر تقدير في الثاني منه ، فيما كانت إجابة البعض وكنوع من تخفيف العصبية لدى العلائلات المحاصرة أنها فرصة للتمتع بالسياحة الشتوية...!!
هذه الحادثة ذكرتني بقريتي الجبلية ( سرغايا ) عندما كانت الثلوج تتراكم فيها في السنوات السابقة بشكل يجعلها منعزلة عن العالم والمحيط لايام قبل أن تفطن الجهات لفتح طريقها الوحيد ، لكن لم نكن نشعر بذلك لسببين :
الاول.... أن العائلات تعتمد في تلبية احتياجاتها على المؤون المدخرة لديها كالعادة للشتاء ، حتى مادة الخبز كانت تصنع منزليا ، واذا فقد الوقود كانت مدافىء الحطب جاهزة ..أي لم تكن بحاجة الجهات الادارية .
و السبب الثاني... أننا في المدارس كنا أكثر المستفيدين فالعطلة الانتصافية للمدارس كانت تتكرر دوما في قريتنا عدة مرات في العام .... وهذه هي الفرحة التي لا أنساها دوما !!!.
المصدر:
http://mail.syriasteps.com/index.php?d=160&id=92