ليس الأمر سهلاً.. ولا مستحيلاً!
04/11/2006



على الرغم من الصورة السوداء، التي حمضتها "المؤسسة العامة للصناعات الكيميائية، وطبعتها عبر المذكرة المرفوعة إلى اجتماع تتبع التنفيذ خلال الأشهر التسعة الأولى من السنة الجارية، والذي ترأسه، الدكتور فؤاد الجوني وزير الصناعة، فإن مؤشرات تبييض هذه الصورة، وتغيير معالمها، لا تبدو – في هذه الأيام- بعيدة المنال كثيراً، فثمة تحركاتٍ ووقائع تكاد تُمسك بناصية الأمل، لتقول إن ثمة تطورات –قد تأتي حقيقة وتغير الواقع نحو الأفضل، فإذا كانت معطيات هذا الموسم تشير إلى أن الحلقات الأضعف التي ساهمت بانخفاض الإنتاج تمثلت بشركات زجاج دمشق والإطارات والمطاطية، والدباغة والأحذية، فلا بد من التأكد والتذكير أيضاً – وقبل الخوض بأي حديث- إن الشركة العامة للصناعات الزجاجية والخزفية السورية بدمشق، هي من أفضل شركات المؤسسة الكيميائية على مدى أيامها وتاريخها، والواقع فإنها لا تزال كذلك، فإنتاجها مسوق ومطلوب ومرغوب، وهي – وعلى مدى سنواتٍ طويلة- من أهم الشركات الرابحة، كما أنها استطاعت في نتائج أعمالها، وبكثير من الأحيان، أن تٌعيد للمؤسسة الكيميائية بأكملها، توازن نتائجها الربعية والسنوية، قد حٌسبت – في هذا الموسم- من بين الشركات التي ساهمت في خفض مجمل إنتاج المؤسسة، لأنها تقوم بعمليات الصيانة والعمرة للأفران الزجاجية، ولا لأي سبب آخر، وبطبيعة الحال فإن العمرة تعني التوقف عن الإنتاج، ولأيام طويلة قد تستمر شهراً وشهرين أو أكثر، وبالمناسبة فإن إدارة شركة زجاج دمشق، استطاعت بجهودها ودأبها أن تقي الشركة، وبالتالي المؤسسة والدولة، من دفع تكاليفباهظة لخبراء أجانب كانوا يأتون هم لإجراء العَمرة، غير أن شركة زجاج دمشق استطاعت أن تبني من كوادرها خبراء كباراً، تمكنوا من الاستغناء عن تلك الخبرات الأجنبية التي كانت – بقدومها- تكلف الملايين. وهذه وقائع نقولها للأمانة، ونحن على ثقة تامة، بأن معادلة خفض الإنتاج في هذه الشركة ستنقلب تماماً عندما تنتهي العمرة والصيانات، وتعود إلى الإنتاج مجدداً. أما بالنسبة لشركة الإطارات، فقد وقعت مؤخراً مذكرة تفاهم مع إحدى الشركات الصينية، التي قد تساهم في منحها قرضاً يمكنها من استقدام آلات وخطوط إنتاج جديدة كما قد تمنحها توكيلاً لصناعة إحدى ماركات الإطارات العالمية، ولكن – في حقيقة الأمر- فإن هذه الشركة يجب أن تجد حلاً مع مؤسسة التجارة الخارجية، وليس بالضرورة أن تقتصر هذا الحل بالتعويل على أن تقوم التجارة الخارجية بتسويق إنتاج الشركة، بل على الشركة أن تجد لنفسها حلاً آخر، سواء بالاتفاق مع وكلاء، أم بفتح منافذ لها في مختلف المحافظات والمناطق، المسألة قد تبدو مكلفة ولكن علينا أن ننظر إلى جدواها النهائية. أما بالنسبة للأهلية للمطاط في دمشق، فعليها أن تجد طريقة لفك ارتهانها مع مؤسستي الحبوب واستصلاح الأراضي، فهي بإمكانها أن تُصنع اشياء كثيرة، هناك قطع تبديل سيارات مطاطية كثيرة- على سبيل المثال- يمكن لهذه الشركة أن تبذل مجهوداً إضافياً لتصنيعها.. ففي النهاية لا يمكن لمشاريع استصلاح الأراضي أن تستمر إلى الأبد، كما أن مؤسسة الحبوب لا يمكن أن تبقى على حال التخزين في العراء، ولا بد أن تصل – في نهاية الأمر- إلى بناء صوامع قادرة على تخزين إنتاج الحبوب كله. أما شركات الدباغة والأحذية، فوضعها بائس جداً ولكن أمامها أمل منعقد من خلال العمل على اندماجها كبداية لطريق يمكن أن يوصلها إلى الإنقاذ. لن نتشاءم، غير أن الأمور لن تأتي بسهولة. علي محمود جديد



المصدر:
http://mail.syriasteps.com/index.php?d=160&id=29

Copyright © 2006 Syria Steps, All rights reserved - Powered by Platinum Inc