كتب الاعلامي أسعد عبود
خاص لسيرياستيبس :
عروض منقولة واخرى مخترعة .. عروض في الاقتصاد .. في السياسة .. في تشكيل الاحزاب .. و حتى في كتابة و تصميم الدساتير .. كله لعيون سورية و بعيد عنها و عن اهلها و تجربتها و تاريخها .. وليس ذاك التاريخ بفقير أو غائب عن كل ما يلزم .. انما - على ما يبدو - هم يدينون سورية و تجربتها وتاريخهاو تألقها الذي حققته و حافظت عليه لطويل نسبي من الزمن .. مستعينين على ذلك بفصل اخير من تجربة كالحة لحزب سياسي افتقد دائما نظريته الخاصة في الاقتصاد و السياسة .. و انشغل عنها بمغامرة سياسية اقتصادية جاءت بنتائج عكسية لما طبل له و زمر مع أولاده و مؤيديه .. ودائما كانت موسومة بالصلف و العنجهية و النقل و التبعية ..والتردد .. وحمى فشل التجربة بالامن و العنف و المصادرة و الاكراه .. قبل أن يتحول ذلك إلى مدرسة في الفساد بلا حدود .. و تراهم اليوم "بقايا البعث " من وراء السجم يهنون و يباركون لمن انهى كذبهم وكوارثهم التاريخية ..!!
لا يا سادة يا سيدات وسادة ومعظمكم يعرف ان ذاك الفشل الذي تسعون لنا بالدواء منه ، جمعتموه من تجارب و انتماءات .. و احيانا انتماءات بلا تجارب معاصرة صالحة .. بل غالبا هي مستوحاة من التنظير و الاعجاب باوهام منقولة كلاميا و فقط ..
كان لسورية خصوصية تجربتها المتألقة بجد .. في الاقتصاد و السياسة .. إلى أن سيطر البعث .. و بدأت حقبة التصحر و صناعة التصحر ..وخاصة في المرحلة الثانية من عمر سلطة البعث و حكمه .. حيث مضى الزحف الصحراوي في العصر الاسدي .. و استبدل الحزب القائد بالرفيق القائد .. سجان البعث .. الذي قاد البلاد بعيدا عن العلم و التجربة و ربطا بالفساد و المنفخة و تضخيم و تضليل البناء .. حتى تحول ما بناه الشعب السوري الى كابوس مهدد دائما بالانهيار !! ولم تنفع محاولات الترقيع و المعالجة في انقاذ الوضع .. و انتشر الفساد على كل مستوى و من كل جانب .. و كانت الضربة القاضية عندما وصل بشار الاسد ليرث والده .. فدخلت سورية في الاضمحلال و الخيبة وكان يغطى على هذا و ذاك بالعنف والتهديد و التسلط .. واستقدام ادارات حارت بين المحاولة لانقاذ الوضع .. والاضطرار للتمسك ب " حكمة " القائد الذي ظل يكذب على روحه حتى بدأ يصدق كذبه و يستقطب الكذابين .. و تحملت سورية .. حتى ضج من الشعب من لم يعد بستطيع أن يسكت على الكذب .. فبدأت الارض من تحت نظام البعث و الأسد تميد ..
و اليوم اذ سقطت دولتهما .. دولة البعت و الاسد .. بدأت عروض السحر من حول سورية .. و المثير فيها انها تبتكر بسذاجة و تنقل بغباء غالبا و من كل مصدر .. إلا من تجارب السوريين .. و لهم في العلم و التنظير العلمي الاقتصادي و السباسي .. و لهم في التجربة و الانتاج العلمي الاقتصادي ما يغني لهم كل حاجة و لا حاجة بنا الى تجربة اخرى في النقل الابكم ..
من تجربة الشعب السوري و تاريخ و حيويته نستطيع أن نؤمن كل ما نحتاجه .. فاحذر أيها السوري التقليد و النقل الاعمى .. خذ من أرضك و تجاربك ، و ستجد الحلول .. ستجد في أرضك و معاملك و منشآتك ما يتفوق على ما يحاولون ان بخدعونك به اليوم .. مستغلين حالة التصحر و الكبوة شديدة الوقع تحت سياط الفساد ..
الارض و الزراعة .. المعمل و الصناعة .. الاختراع و التجربة .. كله ممكن في هذه الارض .. وبيد هذا الشعب .. فقط اتركوهم يعملون و ساعدوهم ليفعلوا ..
كل ما عانينا منه و ما زلنا نعانيه لا ينفي خصوصية تجربة و تألق انجازات ..حتى في السياسة و الانتظام السياسي الاجتماعي ..
فبل البعث و اسوده و قططه و جرزانه .. كنا دولة احزاب وحرية صحافة .. و صناعة و زراعة و تجارة و كنا دولة ديمقراطية .. سبقنا إلى ذلك حتى الهند و تركيا وكل دول الجوار ..
فلنشكر للعارضين عروضوهم .. نستفيد منها بما هو مفيد .. و نعمدها بما لدينا من تاريخ و إرادة جففها البعث وأسده لكنها لم تمت ..
As.abboud@gmail.com