سيرياستيبس :
كانت سوريا محطة رئيسية على طريق الحرير القديم، إذ كانت البضائع
الصينية تعبر الممر الصحراوي إلى تدمر ثم إلى البحر الأبيض المتوسط في
طريقها إلى روما. وبعد تراجع دور تدمر، تمّ استحداث طريق ثانوي بديل يسير
على ضفاف نهر الفرات ثم عبر حلب وصولاً إلى أنطاكية.
واليوم يبدو أن
سوريا سوف تكون محطة على طريق الحرير الجديد أيضاً، إذ تشير الخرائط
المبدئية لمبادرة الحزام والطريق إلى أن ممر الصين ـ آسيا الوسطى ـ آسيا
الغربية سوف يمر من هنا. وثمة مؤشرات عديدة على أن الصين تعمل بدأب على جعل
كل من سورية والعراق وإيران مراكز أساسية على طريقها الجديد.
ويقول
مراقبون إن الاهتمام الصيني بإعادة الإعمار في سوريا يندرج في المشروع
الصيني العالمي الكبير، وهو ما يدعمه مسؤولون صينيون أشاروا إلى هذا الربط.
وكان السفير الصيني في دمشق، تشي تشيان جين، قد أوضح أن بلاده «مستعدة
لربط مبادرة الحزام والطريق بتوطيد التعاون بين الجانبين في مختلف المجالات
لتحقيق التنمية المشتركة».
وتتحدث تقارير صحفية عن رغبة الصين
بالانخراط الجدي في إعادة الإعمار السوري، عبر البناء والتشييد والترميم
وإعادة تأهيل المصانع المتضررة، وكذلك الاستثمار بالزراعة والصناعة
والاتصالات وممرات النقل والمواصلات..
رسمياً، ثمة ترحيب سوري
بالمساعي الصينية، وكانت وزارة النقل قد كشفت، منذ نحو سنتين، عن «دراستها
سبل ربط سوريا بطريق الحرير.. واستطلاعها المسارات الأقصر والأمثل لربط
سوريا عبره بالدول الأوروبية».
وقال وزير النقل، علي حمود، إن الوزارة
طرحت مشاريع تطوير الطرق الرئيسية في سوريا على الشركات التي ترغب بإعادة
الإعمار، وسيجري تنفيذ هذه المشاريع بعدة خطط ووفق نظام البناء والتشغيل
والإعدادية (B. O. T).
كما رحب رجال أعمال سوريون كثر بالاهتمام
الصيني، مؤكدين أن سوريا، بفضل موقعها الجغرافي الاستراتيجي، ستكون بلدا
مهما في الخطة الصينية.
ومن أبرز المشاريع، الطريق السريع الأول (شمال ـ
جنوب) الذي سيمتد من الحدود التركية حتى الحدود الأردنية، والطريق السريع
الثاني (شرق ـ غرب) من طرطوس حتى الحدود العراقية.