بقلم: زياد غصن
لا تأتي الفرص دوما
على طبق من ذهب.. فهناك فرص يحتاج استثمارها إلى تحد ومغامرة.. وربما إلى مخاطرة أيضاً.
وعندما يكون المستفيد
من هذه الفرصة أو تلك هو اقتصاد بلد، فالمخاطرة تتحول إلى خيار.
مثالنا على ذلك مقاربتنا
كأفراد ومؤسسات إلى الأزمة الصينية... مقاربة لم تخرج عن محاولات رصد تأثيرات تلك الأزمة
على الاقتصاد السوري.. تماماً كما فعلت معظم دول العالم.
لكن اقتصادنا في
حالة حرب وحصار قاسيين منذ تسع سنوات، وتالياً
يفترض مقابل السعي لرصد خسائرنا الاقتصادية، أن نحاول أيضاً اكتشاف الفرص الناجمة عن
تلك الأزمة.
إحدى تلك الفرص...
أن الصين اليوم، ونتيجة توقف دول كثيرة عن استيراد المنتجات الصينية خوفا من انتقال
فيروس كورونا، بات لديها فائض كبير من السلع بمختلف أشكالها وتصنيفاتها، الأمر الذي
يمكن أن يشكل فرصة ثمينة للمؤسسات السورية لتأمين ما تحتاجه الأسواق المحلية من تلك
السلع... وبتسهيلات غير مسبوقة في الدفع والسعر والشحن...
وإذا كانت حجة البعض
في عدم تطبيق مثل هذا الاقتراح تتمثل في الخوف من أن تحمل تلك السلع فيروس كورونا إلينا،
فأعتقد أن تعقيمها بشكل جيد يمكن أن يبدد تلك المخاوف، وإلا فإن جميع سكان الصين يجب
أن يكونوا اليوم مصابين بهذا المرض لولا عمليات التعقيم، التي تقوم بها المؤسسات الصينية.
ثم خلال فترة الأزمة لم تبق هناك سلعة مخالفة للمواصفات وغير صالحة للاستهلاك
البشري، وإلا وجرى إدخالها إلى البلاد بطرق غير نظامية وطرحها في أسواق عدة...
على الأقل ما نطرحه
يتم تحت عين الدولة ورقابتها، وبتنسيق كامل
مع السلطات الصينية، ففي النهاية سلامة المواطن والمجتمع هي الأهم، ولا يمكن التساهل
بها....
لكن ذلك لا يمنع
المحاولة ودراسة الفرصة المتاحة بشكل جاد وموضوعي بعيدا عن لعبة المصالح التجارية،
فالحصار يزداد قسوة وتأثيراته على الشرائح الشعبية تتعمق أكثر، مهددة بزيادة تاريخية
في أعداد الفاقدين لأمنهم الغذائي..
فهل مثل هذا الملف
نوقش في أي اجتماع حكومي؟ وماذا عن القطاع الخاص... هل فكر بإرسال وفد تجاري إلى بكين
في مهمة وطنية سامية؟
مسؤول سابق وباحث
مهم علق على الطرح المذكور أعلاه قائلاً: على مدار سنوات الحرب الماضية فقدنا على جبهات
القتال آلاف الشباب، وفي مهمات كانت نسبة الخطر فيها تكاد تكون كاملة، فما الذي يمنع
أن يكون لدينا لهذه المهمة وفد تجاري "انتحاري"!
وأنا أضيف على ما
قاله هذا المسؤول السابق الذي أحترمه جداً... ليكن تشكيل هذا الفريق التجاري
"الانتحاري" من بعض أثرياء وتجار الحرب..!
خاص-سيرياستيبس
|