دمشق – خاص لسيريا ستيبس :
تراهن السيدة أسماء الأسد على ( طبائع السوريين ) بأن تكون دائماً
نقطة الارتكاز باتجاه القدرة على فعل الكثير من القضايا الإيجابية التي يمكن أن
تحقق نتائج هامة ومختلفة على العديد من الصعد.
وقد برز هذا الرهان بوضوح عندما اجتمعت في السابع من نيسان الجاري مع عدد من القائمين على الجمعيات الخيرية
والمؤسسات الإنسانية ورؤساء غرف التجارة والصناعة من جميع المحافظات للبحث في
تنظيم جهود الدعم والمساعدة للشرائح الأكثر احتياجاً وكيفية الاستفادة من عمل جميع
المبادرات الخيرية والإنسانية بهدف إيصالها إلى مختلف المحتاجين في جميع المناطق
السورية ولا سيما في ظل الظروف المعيشية الضاغطة.
فقد أشارت السيدة أسماء إلى تلك
الطبائع قائلة : ( السوري مستحيل أن ينام وجاره جوعان ) وقالت ( تعلمنا أن نساند
بعضنا ، فكلنا انفطرنا على عمل الخير .. لأن الخير يعمّ وفيه بركة، فمن نساعده اليوم يمكن أن يبادر هو إلى
مساعدة غيره غداً )
واعتبرت السيدة الأولى أن ( التعاضد ) يعتبر من أهم وأبرز عناصر
هويتنا كسوريين، ولذلك استُهدف هذا التعاضد منذ أول يوم في الحرب على سورية.
من خلال هذه الحقائق التي يمتاز بها السوريون تأتي أهمية تجميع الجهود
بشكل مُنسّق ومنظم من مختلف القطاعات والمؤسسات للتمكن من مساعدة أكبر عدد من
السوريين، ولتحقيق التطلّع الذي لفتت إليه السيدة أسماء الأسد بذلك الاجتماع
والمتمثل بمساعدة
أكبر عدد من السوريين في أوسع مساحة من الجغرافيا السورية لأن واجبنا – كما قالت
السيدة أسماء الأسد – أن نصل ونساعد كل مواطن سوري محتاج وبأفضل الطرق وأكرمها.
المنصة الإلكترونية توصلنا
وإيماناً من السيدة الأولى بإمكانية رسم هذه اللوحة الجميلة التي يمكن
أن تنتشر بشكلٍ متوازنٍ شفّافٍ وعادل على مساحة الجغرافيا السورية لتطال المحتاجين
جميعاً وتفيدهم بكل احترام ودون أن تتعرّض كراماتهم للهدر والأذى، دعت الى وضع الآليات المناسبة للتنسيق
بالشكل الذي يستثمر الإمكانيات التكنولوجية المتاحة ويوظف الموارد بالطريقة الأفضل
وإحدى هذه الآليات انشاء منصة وطنية إلكترونية لتكون صلة الوصل المباشرة والشفافة
بين الجهات المانحة والمتبرعين من داخل وخارج سورية من جانب وبين المؤسسات
والجمعيات المعنية بإيصال المساعدات وتنفيذ البرامج التنموية من الجانب الآخر
مشيرة إلى أن هذه الطريقة المعاصرة تعمل على تأمين وتوفير كل المعلومات التي
يحتاجها أي متبرع وبالوقت نفسه توفر الوقت والجهد وتسهل عملية التبرع وبالنتيجة كل
شخص يتبرع بالطريقة التي تناسبه سواء كانت عبر المنصة أو بشكل مباشر للجهة التي
يختارها.
هذا التوجه الحضاري لإقامة هذه المنصة الوطنية لا نشك بأنه سيكون
أمراً واقعاً ولو بعد حين، انطلاقاً من رعاية السيدة الأولى واهتمامها بهذا الأمر،
وانطلاقاً أيضاً من أهمية وفاعلية هذه المبادرة التي يمكن من خلالها إنقاذ الكثير
من الأسر والحالات الاجتماعية الصعبة ونقلها من حالة الأفق المُغلق إلى المزيد من
الأمل بتحقيق أحلام حقيقية فاعلة تنعكس بالخير على الأفراد والمجتمع بشكل عام.
السيد وائل البدين معاون وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل رأى أن إنجاز
هذه المنصة سيحتاج إلى بعض الوقت الذي ربما يمتد إلى نحو سنة، لافتاً إلى أن لا
علاقة لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في إنشاء المنصة، فهناك جهات أخرى ( ربما
تكون وزارة الأوقاف ) قد كلفت بهذه المهمة، وعلى العموم هذا الأمر يجري الاشتغال
عليه حالياً بالأفق الأبعد.
أخيراً :
سوف ينتظر الكثير من السوريين – على كل حال – الإعلان عن جهوزية هذه
المنصة ووضعها بالعمل والخدمة فعلاً، لتُشكل ذلك المنعطف الهام في أسلوب التعاطي
مع التبرعات والصدقات لمن يحتاجونها أملاً في إنقاذ الكثيرين الذين سيقومون بدورهم
اللاحق المنتظر في إنقاذ غيرهم لتبدأ المسألة كمتوالية تساهم في اتساع رقعة هذه
الخدمات أكثر فأكثر أفقياً – من خلال الانتشار على مساحة البلاد الجغرافية –
وعمودياً من خلال تعزيز الخدمة في المكان الذي تنتشر به.